“الناس لا يشترون المنتجات. يشترون قصصًا عن هذه المنتجات.”
هذا ما فهمه “ديفيد أوجلفي”، أحد آباء الإعلان الحديث، منذ منتصف القرن الماضي.
واليوم، في عالم إنستغرام والتيك توك، لم تعد القصة تُروى بصوت العلامة التجارية، بل عبر صوت المؤثر. لكن السؤال الأهم ليس: هل تستخدم المؤثرين؟ بل: من تستخدم؟ ولماذا؟
الفوضى في السوق… والحاجة للثقة
في دراسة أجراها معهد Edelman عام 2021، تبين أن 63% من المستهلكين يثقون بتوصيات المؤثرين أكثر من توصيات الشركات نفسها.
لكن هذه الثقة لا تُمنح تلقائيًا. بل تُكتسب… وتُفقد بسهولة.
وهنا تبدأ مهمتك: اختيار المؤثر الصحيح ليس قرارًا دعائيًا، بل قرارًا استراتيجيًا قد يرفع علامتك… أو يحرقها
من هو “المؤثر المناسب” فعلًا؟
ليس من يملك أكبر عدد من المتابعين.
ليس من يملك أجمل صور أو أعلى جودة تصوير.
بل من يملك:
- جمهورًا يُشبه جمهورك
- محتوى صادق، متناسق مع قيم علامتك
- قدرة على تحويل التوصية إلى سلوك شراء
الأمر يشبه تعيين ناطق رسمي لعلامتك التجارية… لكنك تدفع له ليبدو وكأنه ليس ناطقًا رسميًا.
دراسة حالة: براند محلي ومؤثرة صغيرة
في عام 2022، بدأت علامة محلية عراقية للعطور الطبيعية بإعلانات مدفوعة عبر إنستغرام، دون نتائج تُذكر.
بعد 4 أشهر من الإنفاق، توقفت الحملة وقررت تجربة شيء مختلف:
التعاون مع مؤثرة تملك 12 ألف متابع فقط.
لكنها كانت أمًّا، محبة للطبيعة، وتشارك يومياتها بكل صدق.
النتائج؟
- ارتفاع في التفاعل بنسبة 180%
- زيادة مبيعات 3 أضعاف في منتجين فقط
- رسائل من الزبائن تقول: “اشتريت فقط لأنها استخدمته بصدق”
هذه ليست قوة المؤثر… بل قوة المصداقية.
خطوات عملية لاختيار المؤثر المناسب
- اعرف جمهورك بدقة
لا يمكنك اختيار مؤثر قبل أن تعرف من هو عميلك المثالي. أين يعيش؟ ما اهتماماته؟ من يُتابع؟
اكتب هذه التفاصيل كما لو كنت تصف شخصية في رواية. - راقب المحتوى قبل التفاعل
لا تنظر للصور… بل اقرأ التعليقات.
هل يتفاعل الجمهور بصدق؟
هل هناك حوارات أم فقط “واو” و”جميل”؟
هل سبق أن روج لمنتجات منافسة؟ وهل فعلها بإقناع؟ - اطلب البيانات وليس الانطباعات
اطلب من المؤثر إرسال Screenshot من حسابه في Insights:- من هم متابعوه؟
- نسبة الإناث إلى الذكور؟
- من أي مدينة؟
- كم معدل المشاهدة لكل Story؟
- كم عدد الحفظات والمشاركات؟
- اختبر قبل أن تستثمر
لا تبدأ بحملة ضخمة.
ابدأ بإرسال المنتج، واطلب منه تجربة حقيقية.
راقب كيف يقدمه.
هل يتحدث عنه بطريقته؟ أم ينتظر تعليمات منك؟
4 أنواع مؤثرين… واستخدام كل واحد منهم
نوع المؤثر | عدد المتابعين | أفضل استخدام له |
---|---|---|
نانو | 1K – 10K | بناء الثقة، تسويق محلي |
مايكرو | 10K – 100K | منتج جديد، جمهور متخصص |
ميد | 100K – 500K | تقوية البراند وانتشاره |
ميجا | 500K+ | حملات وعي واسعة وانتشار سريع |
اختر بناءً على الهدف، لا الإغراء الرقمي.
لا تشتري إعلانًا… بل ابنِ علاقة
أفضل المؤثرين هم الذين يتحولون إلى أصدقاء للبراند
- تابعهم حتى بعد الحملة
- شارك منشوراتهم
- تفاعل معهم بدون مقابل
- ادعهم ليشاركوا في تطوير المنتجات
حين يشعر المؤثر أنك لا تراه فقط كخدمة مؤقتة، سيمنحك ولاءً طويل الأمد… وهذا ما لا يمكن شراؤه بالمال.
كلمة أخيرة
اختيار المؤثر المناسب ليس خطوة دعائية، بل خطوة استثمارية في مستقبل علامتك التجارية.
الأمر لا يتعلق بـ”من يملك جمهورًا كبيرًا”، بل بـ”من يملك جمهورًا يثق به”.
ابحث عن الصدق، لا البريق.
ابحث عن التأثير، لا العدد.
وابنِ جسرًا من الثقة بين علامتك… وقلب جمهورك.
میانگین امتیاز 0 / 5. تعداد آرا: 0