“ما لا تستطيع شرحه ببساطة، لن يفهمه الناس، ولن يثقوا بك.”
— مقتطف من كتاب Building A StoryBrand لـ دونالد ميلر
ليس كل من يملك مهارة يُحسن بيعها.
وهذه هي الحقيقة الصادمة التي يواجهها آلاف المدربين:
لديك معرفة، وشهادات، وتجارب ملهمة…
لكن على إنستغرام؟ أنت صفحة أخرى وسط بحر من المدربين الذين يصرخون يوميًا: “احجز الآن”، “آخر فرصة”، “سجّل قبل نفاد المقاعد”.
في هذا الزحام، لا تنجح الأقوى صوتًا، بل الأذكى عرضًا.
التسويق على إنستغرام للمدرب الشخصي ليس نشر محتوى عشوائي… بل هندسة نفسية مستمرة تبني الثقة، وتغذي الفضول، وتخلق الرغبة.
الفصل الأول: لماذا يفشل 80% من المدربين في إنستغرام رغم محتواهم الجيد؟
في دراسة نُشرت عام 2023 بواسطة منصة Later لتحليل أداء إنستغرام، تبيّن أن:
أكثر من 78% من الحسابات التعليمية (خاصة للمدربين) لا تحصل على نتائج جيدة رغم المحتوى الجيد، بسبب غياب استراتيجية واضحة للعرض، والبناء العشوائي للمحتوى، والتركيز فقط على “التدريب”، بدلًا من “الإنسان”.
المشكلة أن الكثير من المدربين يتعاملون مع إنستغرام كمنصة عرض، لا كمنصة علاقة.
النتيجة؟
- منشورات لا تُحفّز التفاعل
- محتوى لا يُقنع المتابع باتخاذ خطوة
- جمهور غير مستعد للشراء
الفصل الثاني: من هو جمهورك… فعلًا؟
قبل أن تُفكر في “نشر محتوى”، اسأل نفسك:
- من يخاطب هذا الحساب؟
- ما هو ألمه الحقيقي؟
- ما السؤال الذي يدور في عقله عند منتصف الليل ولا يجرؤ أن يسأله؟
مثال:
مدرب تطوير ذاتي يقول: “أساعد الناس على تحقيق أهدافهم”
لكن هذا عام جدًا.
هل تساعد طلاب الثانوية؟ موظفين؟ أصحاب مشاريع؟ أمهات؟
كل فئة منهم تحتاج لغة مختلفة… وأمثلة مختلفة… وألم مختلف.
ابدأ بالكتابة:
“أنا أساعد _____________ على ____________________ من خلال ______________________”
مثلاً:
أنا أساعد المدرّبين الجدد على بناء محتوى احترافي وزيادة الطلب على برامجهم، من خلال أدوات تسويق حديثة على إنستغرام.
الفصل الثالث: الهيكل الذهبي لحساب إنستغرام التدريبي الناجح
كل حساب ناجح يجب أن يحتوي على:
1. قصة شخصية قابلة للتذكّر
أنت لا تبيع “دورة”، بل تبيع “ثقة”.
والثقة تبدأ عندما يعرف الناس لماذا بدأت، وما الألم الذي خرجت منه، ولماذا تُعلّمهم ما تُعلّمه.
احكِ قصتك، لا تكتفِ بسيرتك.
2. خطة محتوى تعتمد على 3 أهداف
- جذب: محتوى قصير، مشوّق، يُوقف التمرير (Reels – اقتباسات – أسئلة)
- بناء علاقة: محتوى يشارك حياتك وتجاربك، ويجعلهم يشعرون بأنك مثلهم
- بيع ذكي: محتوى يُبرز نتائج تدريباتك، قصص العملاء، شهادات المتدربين، عرض واضح للخدمات
3. محتوى مجاني عالي الجودة
نصيحة واحدة مفيدة تُطبّق وتنجح، تبني ولاء أقوى من إعلان مدفوع بـ 500 دولار.
أنشئ:
- ملفات قابلة للتحميل
- فيديوهات فيها قيمة حقيقية
- تحديات قصيرة (3 أيام تركيز – 5 أيام عادات…)
- لا تَخف من مشاركة أدواتك، لن يُصبحوا مدربين مثلك من بوست على إنستغرام.
الفصل الرابع: دراسة حالة – مدربة عراقية حولت حسابها إلى مصدر دخل ثابت
في 2022، كانت “رُبى”، مدربة في مجال التربية الإيجابية، تملك حسابًا فيه 11 ألف متابع.
كانت تنشر محتوى ممتازًا، لكن لا أحد يشتري.
بعد مراجعة حسابها، اكتشفنا الآتي:
- صفحتها تُشبه صفحات المحتوى المجاني… لا صفحة مدرب محترف
- لم يكن واضحًا كيف يمكن شراء شيء منها
- كل منشوراتها تعليمية فقط، دون إثباتات اجتماعية أو قصص أو “دعوة للفعل”
خلال 3 أشهر، بدأنا تطبيق استراتيجية بسيطة:
- قصتها في هايلايت ثابت
- كل أسبوع منشور واحد فيه قصة نجاح عميلة معها
- كل شهر جلسة مباشرة فيها محتوى قوي + عرض لخدمة واحدة فقط
النتائج؟
- تضاعف التفاعل خلال شهر
- بدأت تحصل على استشارات مدفوعة
- أطلقت أول برنامج تدريبي رقمي وباع أكثر من 300 نسخة
السر؟ لم تُغيّر شخصيتها… بل طريقة تقديمها.
الفصل الخامس: أدوات عملية لكل مدرب لتسويق نفسه على إنستغرام
- Canva: لتصميم بوستات احترافية بهويتك البصرية
- Inshot / CapCut: لتحرير Reels بسهولة
- Metricool / Notion: لجدولة المحتوى وتحليل الأداء
- ChatGPT + Google Trends: لأفكار المحتوى وكلمات مفتاحية متعلقة بجمهورك
الفصل السادس: الإعلانات ليست عدوًا… لكن لا تُنقذك إن لم تكن مستعدًا
إذا كنت لا تعرف جمهورك، ولم تصنع محتوى يثق بك الناس من خلاله، فالإعلانات ستجلب لك “نقرات باردة”.
لكن عندما تكون صفحتك واضحة، هويتك جذابة، وقيمتك عالية… فإن الإعلانات تتحوّل من أداة إنفاق إلى أداة توسّع.
ابدأ بالإعلان عن “أقوى محتوى مجاني” لديك، لا عن منتجك مباشرة.
ثم ابنِ جمهورًا دافئًا، واعرض عليه برنامجك لاحقًا.
الخاتمة: التسويق للمدرب ليس خداعًا… بل فن قول الحقيقة بشكل يُقنع
الناس لا تُريد محتوى مثالي.
بل تُريد شخصًا يفهمهم، يتحدث بلغتهم، ويملك طريقة تساعدهم.
توقّف عن محاولات الإقناع.
وابدأ بإظهار القيمة.
ومن هناك… يأتي كل شيء.